السبت، 8 يونيو 2013

كتاب: The Boy Who Harnessed The Wind



الكاتب هو الشاب الإفريقي الملاوي وليام كامكوامبكا، ولد في وسط ملاوي في عام 1987م، عرفت وليام من مؤتمر تيد حيث ظهر في كلمة أو لقاء قصير جداً وكان وقتها لا يتقن الإنجليزية لكن قصته كانت ملهمة ومؤثرة، كيف لشاب صغير في دولة فقيرة وفي قرية فقيرة أن يصنع شيئاً من النفايات ويرفع مستوى معيشته وأسرته؟ قصة وليام هي قصة لكل من يعيش في أوضاع صعبة أو يائسة، وهي قصة كذلك لكل من
يعيش في نعمة وخير، في رأيي هي قصة للجميع.

لكي تفهم قصة وليام لا بد أن تفهم ملاوي وأوضاعها، ملاوي تقع في جنوب إفريقيا وتحيط بها كل من زامبيا وتنزانيا وموزمبيق ويحدها من الشرق بحيرة ملاوي وهي ثامن أكبر بحيرة في العالم، يقدر عدد سكان ملاوي بخمس عشر مليوناً يعيش أكثرهم في مناطق ريفية ويعتمدون على الزراعة كمصدر أساسي للدخل والطعام، هذا يجعلهم معرضين لخطر المجاعة في حال لم ينزل المطر أو هطل في وقت غير مناسب أو بكميات أكثر أو أقل من اللازم، ملاوي تعاني من مشاكل عدة كالفقر وانتشار مرض الإيدز وأمراض أخرى وانخفاض مستوى التعليم وانتشار الفساد وغيرها من المشاكل التي اجتمعت في بلد واحد لتجعله فقيراً ومتخلفاً عن كثير من البلدان الإفريقية الأخرى التي بدأت مؤخراً تحسين أوضاعها.

ولد وليام في قرية دوا في وسط ملاوي والكتاب يبدأ بالحديث عن السحر، وليام كطفل كان يرى العالم من حوله بعيون ثقافته وتقاليد بلده التي تعطي للسحر والسحرة أهمية كبيرة، السحر كما يشرح وليام ليس شيئاً خيالياً أو شيئاً يصعب تصديقه بل هو لوليام جزء من الواقع لا يمكن إنكار وجوده وتأثيره، وضرب أمثلة عدة لتأثير السحر على المجتمع من بينها قصة لوليام نفسه عندما كان في السادسة وأكل من لبان (علكة) سرقه أطفال آخرون وجاء التاجر محذراً أنه سيعتمد على الساحر الفلاني ليلقي لعنة على من سرق اللبان، صادف بعد ذلك أن الغيوم غطت الشمس وظن وليام أن عين الساحر تراه ففر وهو يبكي نحو الغابة، ثم ذهب إلى أبيه ليعترف أنه أكل من اللبان فذهب الأب ليحل المشكلة مع التاجر وأنهى المشكلة، مع أن وليام لم يفعل شيئاً يستحق العقاب عليه إلا أن والده قرر تحمل المسؤولية ودفع تكلفة اللبان المسروق كله.

يتحدث بعد ذلك وليام عن والديه وكيف ألتقيا وعقدا قرانهما وعن حياة أبيه الذي مارس التجارة وكان يشرب الخمر لكنه بسبب حادث ما تاب عنها وأصبح أكثر التزاماً بدينه (النصرانية) ثم غير عمله من التجارة إلى الزراعة عندما انتقل إلى بلدة أخرى.

جزء كبير من الكتاب يتحدث عن الطعام لأن ملاوي بلد فقير يعتمد على الزراعة وبالأخص زراعة الذرة والتبغ، الذرة يحفظونها في المخازن ليأكلوها طوال العام وهي تطحن وتطبخ بأشكال مختلفة، أما التبغ فهو مصدر دخل والتبغ الجيد يمكن أن يعود على زارعه بدخل عالي يكفي لدفع تكاليف التعليم والصحة وضرورات أخرى.

كان وليام يمارس في طفولته الصيد ويصطاد الطيور في الغابة وصنع فخاً يقتل الطيور بسرعة، في جانب من الفخ هناك حجارة وفي الجانب الآخر شريط من المطاط الممدود الذي يجره وليام ويثبته ثم يضع بينه وبين الحجارة طعاماً للطيور، عندما تنزل وتأكل الطعام يطلق وليام الشريط المطاطي الذي يفاجأ الطيور بسرعته ويمسك بها ليضربها على الحجارة في الجانب الآخر، فخ عنيف ودموي بلا شكل، لكنها الحاجة.

في أحد الأعوام باعت حكومة ملاوي محصولها الاحتياطي من الذرة وفي نفس العام مرت البلاد بقحط فلم ينزل مطر كافي ولم يكتمل محصول الذرة، وليام يتحدث طويلاً عن هذه الفترة وهو يصور الجوع بشكل يجعل القارئ يشارك الكاتب مشاعر الجوع، فقد كان هناك ما يكفي من الذرة لتناول 3 وجبات في بيت وليام ثم اضطرت الأسرة لإلغاء الغداء وبعد ذلك إلغاء الإفطار ولم يبقى سوى العشاء وهذا بدوره بدأ بالتقلص فلم يعد أحد يشعر بالشبع ولأسابيع طويلة، كثير من الناس في القرية لم يعد لديهم شيء يأكلونه فكانوا يشترون الذرة بأي مبلغ يطلبه التجار وارتفعت أسعار ما تبقى من الذرة في السوق فلم يعد الفقراء قادرون على شرائها، كان البعض يبيع ما في منزله وحتى السقف لكي يجد شيئاً يأكله، كانت وجبة العشاء في بيت وليام وقتاً صعباً لتنافس الصغار على القليل من الطعام.

في هذه الفترة لم يكن وليام قادراً على إكمال تعليمه في المدرسة لأنه لا يملك تكاليفها فكان يأتي إلى المدرسة ويحاول ألا يثير أي ضجة وأن يختفي عن أنظار المدرسين إلى أن اكتشفوه يوماً وطرد منها.

قبل المجاعة كان وليام وصديق له يلعبون بأجهزة المذياع ومولد الطاقة الذي يستخدم في بعض الدراجات الهوائية لتشغيل مصباح كهربائي، حاول وليام فهم عمل هذه الأجهزة من خلال التجربة والخطأ واكتشف أشياء بنفسه وتعلم كيف تعمل بعض القطع لكنه لم يكن يعرف أسمائها.

بعد أن طرد من المدرسة بدأ وليام في محاولة إشباع فضوله من خلال زيارة مكتبة صغيرة في قريته وبدأ بتعلم أشياء مختلفة لم يكن يعرف أسمائها من قبل لكنه جربها، وجد كتاباً يشرح الفيزياء ويشرح طريقة عمل الأشياء ويتحدث عن الطاقة وكيف أنها متوفرة حولنا بأشكال مختلفة وكيف يمكن استغلالها لتوليد الكهرباء، بدأت أجزاء مفقودة في معلومات وليام تجتمع ليشكل صورة عن الشيء الذي يريد فعله.

مولد طاقة كهربائي من دراجة هوائية يمكن تحريكه من خلال مروحة وقد رأى صورة لمولد طاقة كهربائي يعمل بطاقة الريح فبدأ في جمع المواد اللازمة لصنع واحد مماثل، ذهب إلى مكان يحوي كثيراً من المهملات وقطع من جرارات الزراعة، كان الأطفال الآخرون يرونه مجنوناً ويضايقونه بكلامه وحتى بعض الكبار كانوا يفعلون ذلك، وليام يفعل شيئاً غير مألوف في بيئة لا تحب الخروج عن المألوف.

من خلال تجربة صغيرة تأكد وليام أنه قادر على إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، جرب مرة أخرى بحجم أكبر ونجحت التجربة فقرر إنشاء برج كبير ومروحة أكبر وبدأ العمل عليها مع صديقه، في يوم تركيب المروحة لاحظ الناس ما يفعله وليام واجتمع جمهور من أهل القرية ليروا ماذا يفعله هذا الشاب "المجنون" وهل سينجح أم لا، أكمل وليام تركيب كل شيء ومد سلط الكهرباء من المروحة وانتظر الريح التي لم تتأخر فحركت مولد الطاقة الكهربائية الصغير وأنارت مصباحاً صغيراً في يد وليام، الناس من حوله صفقوا له وتغير رأيهم فيه، الولد ليس بمجنون بل عبقري، وقد أنتج الطاقة بعد أن تعلم بنفسه من خلال كتب المكتبة والتجارب.

أدخل وليام تحسينات عدة على اختراعه واستطاع أن يضيف إضاءة لغرفته ويشغل المذياع في بيته، كان وليام في الماضي ينام مع أهل القرية عند غروب الشمس لكنه الآن يبقى مستيقظاً ليقرأ، تقنية بسيطة لكن أثرها كبير من ناحية توفير وقت للقراءة.

خبر وليام واختراعه وصل لوسائل الإعلام فجاء الصحفيون بأعداد كبيرة ليروا هذا المخترع الصغير واختراعه ومن أخبارهم وصحفهم وإذاعاتهم وصل خبر وليام إلى مؤتمر تيد فجاء من يدعوه للمؤتمر، وليام ركب الطيارة أول مرة في حياته ليذهب إلى مؤتمر تيد وهناك أخبر العالم بقصته بلغة إنجليزية ضعيفة لكن الكلمات القليلة التي قالها كان لها أثر في الناس.


I try, and i made it. - William Kamkwamba

الكتاب هو أحد الكتب القليلة التي استمتعت حقاً بقرائتها لدرجة كنت أتعمد فيها ألا أقرأه بسرعة بل أخذت وقتي وقرأته ببطء وكنت أبحث في الشبكة عن معلومات متعلقة بالكتاب كالوضع الاقتصادي في ملاوي أو مدن وقرى ملاوي وكذلك عن الأوضاع السياسية في ملاوي، كل هذا لكي أفهم الكتاب أكثر وأطيل مدة قرائتي له، نعم، أصح بشراءه وقرائته وإهداءه للآخرين.

الكتاب: The Boy Who Harnessed The Wind
المؤلف: William Kamkwamba مع Bryan Mealer
الصفحات: 273
دار النشر: HarperCollins

هناك نسخة من الكتاب تعرض القصة بالرسومات.

الكتاب: The Boy Who Harnessed the Wind: Young Readers Edition
المؤلف: William Kamkwamba مع Bryan Mealer
الرسامة: Elizabeth Zunon
الصفحات: 32
أقرأ المزيد:
مدونة وليام
في فليكر: معرض صور لبيت واختراع وليام
صفحة وليام في مؤتمر تيد، فيها ستجد أول حديث له ثم كلمة ثانية بعد عامين وقد أتقن الإنجليزية.
محاضرة لوليام في MIT
يوتيوب: وليام يتحدث عن قصته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق