الجمعة، 7 يونيو 2013

بيان التدوين البطيء


1

التدوين البطيء هو رفض الفورية والعجلة، وهو تأكيد على أنه ليس كل ما يستحق القراءة كتب بسرعة، وأن العديد من الأفكار تقدم بأفضل شكل بعد أن تدرس بتعمق وتصاغ بنفس القدر من الاهتمام.
2
التدوين البطيء هو أن تتحدث باهتمام، كما لو أن البكسل التي تشكل كلماتك ثمينة ونادرة، وهو إمكانية أن تسمح للأحداث الجارية أن تمر دون تعليق، هو سير بتأني، ولا يسرع الخطو إلا للطوارئ الفعلية، وحتى في بعض الطوارئ قد لا يسرع، علينا أن نسرع فقط عندما نحتاج للسرعة، عندها فقط سنحصل على أكبر فائدة من التحرك بسرعة.
3

التدوين البطيء هو عكس عملية تفكك الأفكار إلى جمل من سطر واحد، هو عملية تسطع من خلالها الأفكار للحظة ثم تخبو لتأخذ مكانها بعيداً وتصبح جزء من شيء كبير، التدوين البطيء لا يكتب أفكاره في الأثير أو في مخطوط أبدي قبل أن توفر فائدة وقيمة دائمة.
4

التدوين البطيء هو الرغبة في البقاء صامتاً في وسط الغضبات والنشوات اليومية التي لا تملئ شيئاً سوى لحظة واحدة في الوقت وتتنقل ما بين أساً ساحق وغبطة ذهانية في المساحة التي تفصل بين العناوين، الشيء الذي تريد أن تقوله في الأسبوع الماضي يمكنك أن تقوله في الشهر القادم أو حتى في العام القادم، هذا سيجعلك تبدو أكثر ذكاء.
5

التدوين البطيء هو رد على ورفض للبيج رانك (Pagerank)، البيج رانك هو الوحش الجميل القبيح الذي يقف خلف ستارة غوغل، دون مبكراً، دون كثيراً وسيكافئك محرك غوغل، ضع إبداعك رهن تردد أو معدل تكرار سري وستجد العشق من غوغل، ستظهر حيث ينظر الجميع في الصفحات القليلة الأولى، سر بالسرعة التي تناسبك وستختفي أعمالك ولن يجدها أحد، أرفض البيج رانك وعطاياه وستسحب أعمالك كأنها تسبح ضد التيار في مياه عميقة من النتائج غير المهمة، الصالح العالم جعل البيج رانك عدواً للعامة ويفرض سرعة تمنع التأمل والتفكر الضروريان لتجاوز الأحداث اليومية والعمل على ترك ميراث للآخرين.
6

التدوين البطيء هو إعادة تأسيس العلاقة مع الآلة كوسيلة تخدم أفكار وتعابير الناس بدلاً من أن تكون عصاها وحاويتها، هو توقف طوعي عن السير بسرعة الضوء في طريق تحدده قواعد التدوين بفعالية، لكي لا نكتب بسرعة لنواكب سرعة الحاسوب، ولا نجعل سرعة جلب الأشياء هي نفسها سرعة استهلاكها، ثم يمكن للأعمال الجيدة أو السيئة أن تنجز في وقتها المناسب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق